من 18 إلى 28 أكتوبر، اكتشفوا “Celle qui regarde le monde” لألكسندرا باديا، التي تعد عرضا مسرحيا يتحدث عن “مرحلة المراهقة”، تلك المرحلة التي نعيش خلالها حالة انتقالية بين ما تبقى من الطفولة وما يبزغ عن مرحلة البلوغ…، وذلك في كل من الدار البيضاء، فاس، القنيطرة، مكناس، الرباط، سلا، طنجة وتطوان.
تعد ديا مراهقة تعيش في شمال فرنسا. خلال حفلة، يصادف طريقها إينيس، قاصر معزول ومهاجر غير شرعي. كانت بداية قصة صداقة قوية تضع حياتها كلها موضع تساؤل وتدفعها لاكتشاف جوانب جديدة من نفسها. على خشبة المسرح، تشير أحجام الغابة إلى مختلف ديكورات السرد، نتابع فيها بشكل متزامن اللحظات المسروقة لكل من إينيس وديا، وتحقيق الشرطة مع الفتاة. مجموعتا أحداث تتداخلان مع بعضهما، دون انقطاع. تواصل إحداها في صمت عندما يتقدم الآخر، في تناغم مع الإيقاع المثير. تحمل كلمات ديا، التي تكسر برودة التحقيق الشرطي، بيان جيل كامل. وعلى الرغم من دراماتيكية الموقف، ينجح العرض المسرحي في نقل حنان، شاعرية والرغبة الملحة في العيش التي تتجلى في كل حركات وإيماءات أجساد الممثلين.
المجلة
تستكشف الكاتبة والمخرجة، ذات الأصول الرومانية، ألكسندرا باديا منذ أكثر من عشر سنوات صمت التاريخ، سواء كان شخصيا أو جماعيا. فانطلاقا من عرض “Pulvérisés” إلى ثلاثية “Points de non-retour”، تحاول باديا إعطاء صوت للمنسيين، المهمشين والشخصيات المهجرة. ويندرج عرضها المسرحي “Celle qui regarde le monde” في هذا السياق: قصة رمزية، رقيقة ومؤلمة في نفس الوقت، تستكشف المنفى من خلال العلاقة العميقة بين مراهقيْن، “ديا” و”إينيس”.
بأسلوب مسرحي ينتقل بين سرعتين: التحقيق البارد لديا من جهة، ولحظات صداقتها المعلقة مع إينيس من جهة أخرى، يرسم العرض المسرحي بيانا مؤثرا لشباب يبحث عن معنى الأشياء، العدالة والأخوة. يتحدث عرض “Celle qui regarde le monde”، الرقيق والمضيء، أيضا عن الالتزام، التعلم وشجاعة أن تحب في عالم يسيطر عليه الخوف.