تعمل فرنسا على تعزيز علاقات التعاون مع المغرب عبر تطوير الشراكات بين مؤسسات التعليم العالي في البلدين. وقد حرصت على الاضطلاع بدور محوري في نظام التعليم العالي العمومي المغربي، عن طريق مواكبة كل الإصلاحات التي أطلقتها السلطات المغربية، وخاصة الانتقال إلى نظام إجازة-ماستر-دكتوراه (LMD)، وتطوير استقلالية الجامعات، وتقوية التكوينات المهنية وإنشاء الأقسام التحضيرية.
ومن أجل الاستجابة للرهانات ذات الأولوية التي حددتها فرنسا والمغرب بشكل مشترك، يعمل قسم البحث والتعليم العالي وتنقل الطلاب، التابع للمعهد الفرنسي بالمغرب – قسم التعاون والعمل الثقافي، سفارة فرنسا في المغرب – على تطوير خمسة محاور للتعاون:
- دعم تنقل الطلبة
- مواكبة تكوين طلبة سلك الدكتوراه عبر الإشراف المشترك
- تطوير الممارسات البيداغوجية
- مواكبة مؤسسات التعليم العالي الفرنسية بالمغرب
- دعم البحث
دعم تنقل الطلاب المغاربة للدراسة في فرنسا
تعتبر فرنسا أول وجهة دراسية للطلاب المغاربة على المستوى الدولي، حيث يمثلون نسبة 12 في المائة من مجموع الطلبة الأجانب الذين يتابعون دراستهم في فرنسا. ففي موسم 2019/2020، بلغ عدد الطلاب المغاربة المسجلين في مؤسسة فرنسية للتعليم العالي حوالي 43500 طالبا؛ 28000 منهم بالجامعة، 5900 بمدرسة للتجارة و5300 بمدرسة للمهندسين.
كامبوس فرانس المغرب يعمل على مواكبة تنقل الطلاب المغاربة للدراسة في فرنسا، من خلال الترويج للتعليم العالي الفرنسي، عن طريق تنظيم حملات إعلامية لفائدة المؤسسات المغربية، المشاركة في معارض موجهة للطلاب، ومواكبة الطلاب المغاربة في كل مراحل تحضير مشاريعهم للدراسة في فرنسا حتى رحيلهم. ولهذا الغرض، يتوفر كامبوس فرانس المغرب على أربعة فضاءات تحتضنها فروع المعهد الفرنسي بالمغرب في مدن الدار البيضاء، فاس، مراكش والرباط.
كما تقوم المنح الدراسية أيضا بدعم تنقل الطلاب المغاربة إلى فرنسا:
- منح التميز الكبرى لوكالة التعليم الفرنسي بالخارج ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية
- منح إيفل لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية
- منح التميز للمدارس العليا لسفارة فرنسا بالمغرب بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط
- منح المهندس-للدبلوم المزدوج التي تمنحها سفارة فرنسا في المغرب
- منح البنك الإسلامي للتنمية بتمويل مشترك مع سفارة فرنسا في المغرب.
مواكبة تكوين طلاب الدكتوراه في وضعية الإشراف المشترك
تزايد عدد الطلاب وحالات تقاعد الأساتذة العديدة المتوقعة بحلول سنة 2025، يجعل المملكة المغربية في مواجهة نقص كبير في الأساتذة-الباحثين في جامعاتها. ولهذا الغرض، تعمل سفارة فرنسا في المغرب على تقديم الدعم لتكوين طلاب الدكتوراه، من خلال عدة برامج:
- يقود المغرب وفرنسا بشكل مشترك شراكتي هوبرت كوريان (Partenariats Hubert Curien) “توبقال” و”مغرب”. يستفيد، من خلالها، طلاب الدكتوراه من تكوين في مختبرات فرنسية في إطار أطروحة تحت إشراف مشترك.
- في إطار اتفاقية “دكتوراه الاتفاقيات الصناعية للتكوين عن طريق البحث فرنسا/المغرب“، يمكن للطلاب المغاربة إنجاز أطروحتهم تحت إشراف مشترك، وذلك عن طريق شراكة بين مختبر مغربي للبحث ومختبر فرنسي للبحث، بالإضافة إلى شركة فرنسية مستقرة بالمغرب.
- تنظم سفارة فرنسا قي المغرب سنويا بشراكة مع المركز الوطني للبحث العلمي والتقني “ملتقيات طلاب الدكتوراه للتعاون العلمي الفرنسي-المغربي“. وتستهدف هذه التظاهرة طلاب الدكتوراه المستفيدين من إحدى منح التعاون الثنائي، بهدف تمكينهم من تكوينات على غرار منهجية البحث الوثائقي أو تثمين نتائجهم.
- تدعم سفارة فرنسا في المغرب تكوين طلاب الدكتوراه المغاربة المشاركين في النهائيات الوطنية لمسابقة “أطروحتي في 180 ثانية“، وهي مسابقة لنشر المعرفة العلمية، مفتوحة في وجه الطلاب الفرنكوفونيين في العالم بأسره.
تطوير الممارسات البيداغوجية
يستفيد سلك التبريز في المغرب والأقسام التحضيرية للمدارس العليا من دعم متواصل من سفارة المغرب في فرنسا وذلك بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي. ويدعم التعاون الفرنسي، منذ 2014، تكوين مدربي مراكز التحضير لمباريات التبريز في المغرب وأيضا تقييم وتحيين برامج الأقسام التحضيرية للمدارس العليا.
وقد قدمت سفارة فرنسا في المغرب دعمها لإنشاء أول منصة وطنية للمحتويات الرقمية بالمغرب “المغرب الجامعة الرقمية” بشراكة مع “فرنسا الجامعة الرقمية”. كما تنظم السفارة، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، “الملتقيات الجامعية الرقمية” التي تهدف خلق وسائل للتبادل والتعاون بين مؤسسات مغربية وفرنسية لها علاقة برقمنة الجامعات.
مواكبة مؤسسات التعليم العالي الفرنسية بالمغرب
يطمح المغرب إلى التحول إلى “قطب للتعليم العالي الفرنكفوني موجه لإفريقيا”. وفي هذا الصدد، وقعت فرنسا والمغرب عدة اتفاقيات شراكة تسمح بإقامة مدارس عليا فرنسية بالمغرب، بما يمكن من تعزيز استراتيجية استقطاب مشتركة موجهة للطلبة الفرنكفونيين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
ففي سنة 2017، أطلقت سفارة فرنسا في المغرب “منصة أفريكا سوب Africa Sup” التي تضم 7 مدارس عليا بالمغرب: المدرسة المركزية بالدار البيضاء ومدرسة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (EMINES) – مدرسة التدبير الصناعي بابن كرير، ومدرسة إيم-ليون للتجارة بالدار البيضاء، ومدرسة تولوز للتجارة (TBS) بالدار البيضاء، ومدرسة المهندسين العامة للنظم الصناعية (EIGSI) بالدار البيضاء، والمدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية (ESSEC) إفريقيا-الأطلسي بالرباط، والمعهد الوطني للعلوم التطبيقية (INSA) للجامعة الأورومتوسطية بفاس. وتعمل على النهوض بهذه المدارس في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، التي تستقطب حاليا 1800 طالبا، وتقوم بتسهيل علاقاتهم بالتمثيليات الفرنسية في البلدان الإفريقية المستهدَفة.
فضلا عن ذلك، فإن جميع الجامعات العمومية المغربية مرتبطة بمئات اتفاقيات التعاون مع الجامعات الفرنسية. كما تشجع سفارة فرنسا في المغرب تنقل الطلاب للدراسة في إطار الاتفاقيات الثنائية للدبلوم المزدوج والأطروحات تحت إشراف مشترك مما يسمح بالإعفاء من رسوم التسجيل المتباينة في فرنسا.
دعم البحث
تستهدف برامج البحث التي تدعمها فرنسا والمغرب تعزيز الروابط العلمية بين المختبرات الفرنسية والمغربية:
- اتفاقية هوبر كوريان توبقال (Partenariat PHC Toubkal): برنامج للتعاون العلمي الثنائي المنبثق عن اندماج شراكتين سابقتين وهما “Volubilis” و”PRAD” سنة 2014. وهو موجه لكل مؤسسات البحث التابعة للجامعات أو مراكز البحث. وتسمح هذه الشراكة، في إطار مشاريع البحث، من تمويل مشترك سواء لإقامة طلاب الدكتوراه المغاربة الذين يحضرون أطروحاتهم تحت إشراف مزدوج في أحد المختبرات، أو لتنقل الباحثين المغاربة والفرنسيين.
- اتفاقية هوبر كوريان المغرب (Partenariat PHC Maghreb): برنامج للتعاون العلمي أنشئ سنة 2011 على مستوى المغرب العربي (المغرب، الجزائر، تونس). ويهدف الدعم المقدم في إطار هذه الشراكة إلى النهوض بالتعاون العلمي الإقليمي، عن طريق التمويل المشترك، في إطار مشاريع البحث، لتنقل طلبة الدكتوراه والباحثين، سواء إلى فرنسا أو إلى أحد البلدان المغاربية.
علاوة على ذلك، تقترح سفارة فرنسا كل سنة سلسلة من المحاضرات العلمية بشراكة مع أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات بالرباط ومحاضرات حول قضايا الصحة بشراكة مع جامعة الزهراوي الدولية لعلوم الصحة –مؤسسة الشيخ زايد.
وتساهم العديد من مؤسسات البحث العلمي المستقرة في المغرب، مثل مركز جاك بيرك ومعهد البحث والتنمية، هي أيضا، في تعزيز التعاون العلمي الفرنسي-المغربي وضمان إشعاعه.
- مركز جاك بيرك: هو إحدى الوحدات المختلطة للمعاهد الفرنسية للبحث في الخارج، وعددها سبعة وعشرون موزعة عبر العالم، وتعمل تحت وصاية مزدوجة لكل من وزارة أوروبا والشؤون الخارجية والمركز الوطني للبحث العلمي. يوجد مقر المركز في الرباط، ويضطلع بدور إنتاج معرفة متقاسمة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، ونشرها، وتثمينها، وضمان تجددها وتطورها وذلك عن طريق التكوين. يعمل الباحثون المنتمون إلى هذا المركز على إعداد برامج البحث وتفعيلها، وتنظيم الندوات والمؤتمرات والأيام الدراسية والمحاضرات وأوراش للبحث.
- معهد البحث والتنمية مؤسسة عمومية فرنسية تعمل تحت وصاية مزدوجة لوزارة التعليم العالي والبحث والابتكار ووزارة التربية الوطنية. وقد بدأ التعاون بين معهد البحث والتنمية والمغرب قبل خمسين سنة تقريبا في قطاعات علوم التربة ثم في علوم الماء. ويتوفر المعهد على تمثيلية بالرباط، كما أن العديد من باحثيه ملحقون بالجامعات المغربية.