يمثل التعاون التربوي منذ عدة عقود أحد المحاور ذات الأولوية للشراكة المتميزة التي تجمع المغرب وفرنسا. ويعد المعهد الثقافي الفرنسي بالمغرب، في هذا الإطار، شريكا رئيسا لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمغرب.
وتساهم حاليا الفروع الاثنتا عشرة للمعهد الثقافي الفرنسي بالمغرب والرابطتين الفرنسيتين بآسفي وورززات في ترجمة وتجسيد هذا التعاون الهادف إلى دعم الإصلاحات التربوية الطموحة بالمغرب، كما تمثلها “الرؤية الاستراتيجية 2015-2030“، بالإضافة إلى المساهمة في تكوين مدرسي اللغة الفرنسية أو الذين يمتهنون التدريس بالفرنسية.
منذ سنة 2019، انضم التعليم الجامع وتعميم التعليم قبل الأولي إلى أولويات أعمال التعاون، وذلك تماشيا مع المحاور الرئيسية للإصلاح التربوي في المملكة.
التعاون التربوي واللغوي المؤسساتي
“الدعم الاستراتيجي للتربية“: برنامج واسع النطاق في خدمة التربية والتعليم.
يهدف هذا البرنامج الخاص إلى دعم استراتيجية التربية بالمغرب (2015-2030)، من خلال المساهمة في تفعيل المحاور ذات الأولوية التي تشكل أساس تطوير وتجويد منظومة التربية والتكوين.
يستهدف هذا البرنامج، الذي استفاد من قرض من الوكالة الفرنسية للتنمية، دعم الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، من خلال المساهمة في تفعيل مخططها التنفيذي 2017-2023. وقد تم وضع خطة عمل، تحت إشراف المعهد الفرنسي بالمغرب والوكالة الفرنسية للتنمية، بهدف مواكبة جهود تحسين تكوين المدرسين ودعم تنويع المسالك.
كما تم إعداد دليل لمدرسي التخصصات العلمية للتعليم الثانوي من أجل تزويدهم، نظريا وعمليا، بأساسيات تدريس العلوم باللغة الفرنسية في المغرب.
صندوق التضامن للمشاريع المبتكرة برسم2022-2023: من أجل تطوير نوعية التعليم الأولي بالمغرب
تم إنشاء صندوق تضامن للمشاريع المبتكرة من أجل مواكبة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمغرب في تعميمها لتعليم أولي عالي الجودة في بداية العام الدراسي 2027-2028. وتجدر الإشارة أن الهدف من هذا الصندوق هو زيادة مهارات جميع الفاعلين في إطار مرحلة التعليم الأولي، انطلاقا من المعلمين إلى طاقم المؤطرين، والمساهمة في إصلاح المنهج الحالي.
شهر الفرنكوفونية
كل سنة، يحتفي المعهد المغربي بالمغرب، طوال شهر مارس، بالفرنكوفونية، سواء من خلال العلوم، التعبير الفني، البيداغوجيا أو الأدب. حيث تقترح فروع المعهد الاثنتا عشرة والرابطتين الفرنسيتين بآسفي وورززات العديد من للتظاهرات من أجل الاحتفاء بفرنكوفونية حية في جميع أنحاء البلاد.
التعاون التربوي واللغوي فوق التراب المغربي
يسهر ستة مكلفين بشؤون التعاون، المتواجدين في كل من المعهد الفرنسي بالرباط، مكناس، فاس، وجدة، طنجة ومراكش، على تنشيط التعاون التربوي واللغوي والنهوض به في مناطقهم الجغرافية والإدارية. ويسهرون أيضا على إنجاز البرامج التربوية بأفضل الطرق الممكنة.
اللغة الفرنسية ببعد بيئي في المغرب
يشكل برنامج تنفيذ مشاريع المواطنة البيئية، الذي تم إطلاقه سنة 2019 والموجه لمدرسي علوم الحياة والأرض، المكون التعليمي لعملية “غدا من دابا”. كما يتيح توفير الوسائل البيداغوجية التي تهم البيئة تشجيع المشاريع البيداغوجية باللغة الفرنسية حول مواضيع البيئة في الوسط المدرسي.
مدرستي في ميكرو-فولي
يسمح هذا البرنامج للمدرسين الذين يرغبون تعريف الفن والثقافة لتلامذتهم بالاستفادة من فضاءات ميكرو-فولي التي تتوفر على متحف رقمي وفضاء للورشات فاب-لاب (Fab-Lab) والمتواجدة في 5 فروع للمعهد الفرنسي بالمغرب. حيث يتم اقتراح العديد من المسارات، بما في ذلك مساران مخصصان للعلوم. كما تنقسم كل حصة إلى قسمين: زيارة الأعمال الفنية في المتحف وورشة التصنيع التي يشارك خلالها المشاركون في نشاط يدوي.
الأعمال المتعلقة بالمجال الرقمي
يعد المجال الرقمي إحدى أولويات أعمال التعاون. وقد حضي هذا الحقل، الذي يعرف اهتماما وإقبالا كبيرين منذ بداية الحجر الصحي وتفشي الجائحة، بالعديد من الأعمال والمبادرات، على غرار مسابقة “ميدياسكول Médiascol” (مسابقة لانتقاء أجود جريدة مدرسية رقمية مفتوحة في وجه كل مؤسسات المملكة المغربية) ومسابقة “هاكاثون Hackathon” بصلة مع إدارة برنامج تعميم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم (GENIE) وتنظيم تكوينات عن طريق الإنترنت موجهة لفائدة المدرِسين المعنيِين بأعمال التعاون (مدرسو اللغة الفرنسية والمواد العلمية).