اختار المعهد الفرنسي بالمغرب هذا الموسم موضوع “الفن والشارع” لبرنامجه الثقافي الجديد برسم 2022-2023. فعلى مدار السنة، سيقوم المعهد الفرنسي بالمغرب، بتعاون مع العديد من الشركاء الفرنسيين والمغاربة، باستكشاف الممارسات الثقافية الجديدة التي تربط بين الفن والتراث المغربي، المادي وغير المادي، وتقوم أيضا بمساءلة التنمية الحضرية والاستحواذ على الفضاء العام، وكذا علاقتنا بالبيئة. ومن خلال تشجيع اللقاءات المتزايدة بين الفنانين الفرنسيين ونظراءهم المغاربة، فإن هذا البرنامج الثقافي، المتجذر بعمق في المشهد المحلي، سيساهم في مشاركة جميع الشرائح من الجمهور لفتح حوار يكون أكثر قربا منهم.
كما ستتميز هذه البرمجة الجديدة، التي ستجمع العديد من وجهات نظر الفنانين والباحثين وكذلك الفاعلين اليوميين في فضاء معين، بمشاريع استثنائية حول الهندسة المعمارية والتصميم والموسيقى والمسرح والرقص والسينما والفنون البصرية والأدب والنقاشات الفكرية.
استغلال الفضاء العام كرافعة تساهم في ترسيخ التبادلات الفنية
يدعو التفكير حول تعزيز التراث من خلال الفن المعاصر أو استحواذ الفنانين على فضاءات جديدة للتعبير، اليوم، إلى ظهور العديد من المبادرات المحلية والوطنية التي سيتم تسليط الضوء عليها من قبل المعهد الفرنسي بالمغرب من أجل تعزيز الانتماء المحلي للتبادلات الفنية بين فرنسا والمغرب. ويضم البرنامج:
- تجارب متنقلة ومترحلة أطلقها المعهد الفرنسي بالمغرب، على غرار “بيبليوطوبيس BiblioTobiss“، وهو “معهد فرنسي” حقيقي على عجلات يجول المملكة للقاء شباب المناطق الريفية و”قافلة Kafila“، الإقامة المترحلة الفنية والعلمية التي تبلغ مدتها 32 يوما؛
- عروضا مقدمة في الفضاء العام تعرف حضور مجموعة Cie XY لتقديم عرضها البهلواني “موبيوس Möbius“، وكذلك مجموعة الهجرة (Cie La Migration) مع عرضها “أماكن معينة Lieux Dits“؛
- الرقص العمودي على الواجهات التراثية، جديد برنامج هذا الموسم، مع عرض مجموعة روتورامونت (Cie Retouramont) من خلال ” رقصة نساء كارواي La Dance des Cariatides“التي ستستكشف الفضاء الجوي؛
- فن الشوارع والرسم الخرائطي العملاق، عن طريق كريستيان كَيمي (Christian Guémy)، المعروف باسم C215، الذي يقوم بإضفاء الطابع الإنساني على الجدران، وهيدران لو Hydrane LO (H2O) وشارلي فيليبون (Charlie Philippon) اللذين سيقومان بدورهما رسم لوحة جدارية عملاقة في طنجة، بالإضافة إلى رسم الخرائط بالفيديو من طرف جاك أندريه (Jacques-André Dupont)، وإد أونير (ED Oner) ودي جي عمري (DJ omary)؛
- كما ستكون الهندسة المعمارية والتصميم والمشاريع الجماعية في الموعد، ممثلة بالإنشاءات الضخمة لأوليفيي كروستيت (Olivier Grossetête)، ومشروعي “خمسة كف khamsa Kuff” و”التصميم في السكن Design en résidence“، إذ سيمكن، هذا الأخير، المبدعين الشباب من العمل سويا مع حرفيي مدينة تطوان.
- وتعد مواعيد الفلسفة، حدثا رائدا ومعتادا للبرنامج الثقافي حيث سيتم استقبال ما يقارب ثلاثين فيلسوفا فرنسيا ومغربيا ومن جنسيات أخرى مختلفة، كجون كريستوف بايي (Jean-Christophe Bailly) وجاك رونسيير (Jacques Rancière).
كما سيستقبل المعهد الفرنسي بالمغرب طوال السنة وجوها بارزة للساحة الفنية المعاصرة، حيث ستعرف تواجد الممثلين رومان بوهرينجر(Romane Bohringer) و لينا خودري (Lyna Khoudri)، والفكاهي والراوي، المخرج إتيين مينونيو (Etienne Minoungou)، وكذلك المدير الفني ومصمم الرقصات توفيق إيزيديو، والمصور أنطوان داكاتا (Antoine d’Agata)، وكذا الكاتب باسكال رومبيرت (Pascal Rambert).
البعد البيئي في صلب موضوع البرنامج
سيكرّس البرنامج الثقافي للمعهد الفرنسي بالمغرب، الذي يعد فاعلا ملتزما في التنمية البشرية، محطتين مخصصتين لقضايا البيئة، “غدا من دابا Demain dès Aujourd’hui “، وهو حدث ثقافي يهدف إلى تعزيز ودعم المواطنة البيئية والتحول البيئي، بالإضافة إلى مهرجان “المحيطيات Les Océanes” ، الذي يعد موعدا سنويا مخصصا للبيئة، وذلك من خلال الفنون والرياضة والتعليم.
دعم مستمر ومتواصل للمواهب المحلية
وعلاوة على هذه الأحداث البارزة التي تتخلل البرنامج السنوي، سيواصل المعهد الفرنسي المغربي الوقوف إلى جانب الساحة الثقافية المغربية والنهوض بالحوار بين الفنانين الفرنسيين والمغاربة، ساعيا لمواكبة المواهب الناشئة والجمعيات المحلية، وتشجيعهم على إنشاء وتوزيع أعمالهم في المغرب وفرنسا وفي جميع أنحاء العالم، من خلال العديد من الإقامات الفنية والمسابقات الإبداعية.
“الفن والشارع هي دعوة لاستطلاع، من خلال التجربة الفنية والفكر، الفضاءات الواسعة للقاءات الفرنسية-المغربية”، تؤكد أنييس همروزيان، المديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب.
اكتشف دليل الموسم الثقافي “الفن والشارع”.