موكب ثقافي وعلمي جنوب المغرب

 

سيقود مشروع “قافلة Kafila“، من 10 مارس إلى 10 أبريل 2023، 12 فنانا من مختلف المشارب، من التصوير الفوتوغرافي إلى التصوير السمعي البصري ومن الأدب إلى الأداء الفني، على طرق البدو القديمة جنوب المغرب من أجل اكتشاف المناظر الطبيعية المتنوعة والمواقع الأثرية والعلمية الفريدة. يسعى المعهد الفرنسي بالمغرب وشركاؤه تسليط الضوء على هذا المشروع، الذي يحيط بالعديد من الرهانات الثقافية وكذلك البيئية والاجتماعية.

 

إحياء طرق القوافل الغابرة

 

كان المغرب على الدوام نقطة عبور ومركزا للتبادل بين إفريقيا جنوب الصحراء والمغرب العربي وأوروبا. فبفضل عبور قوافل المسافرين محملة بالمعارف، ومختلف البهائم والسلع، استطاع المغرب، طيلة قرون، الاستفادة من هذه الثروات لبناء ما هو عليه اليوم. وعلى منوال قوافل الأمس، ستقوم “قافلة Kafila” بإحياء طريق الهجرات الغابرة، والمبادلات التجارية والمسار التاريخي للمعارف والثقافات، مساهمة في نفس الوقت في تنمية منطقة تتميز بتنوعها، وتفرد تقاليدها، والتي يشكل تطويرها السياحي، من منظور مستدام وصديق للبيئة، تحديا كبيرا للفاعلين المحليين.

 

تراث مادي وغير مادي متفرد

 

مكونة من موكب من الجمال، ستأخذ هذه القافلة مجموعة فريدة من النساء والرجال، على طرق البدو القديمة لوادي درعة جنوب سلسلة جبال الأطلس الصغير الشاهقة، لاكتشاف المناظر الطبيعية المتنوعة والمواقع الأثرية والعلمية الفريدة. حيث سيكتشف من خلالها المقيمون تضاريس السهول الشاسعة، وتموجات الكثبان الرملية التي تتخللها سلاسل وذرى الجبال، وترسبات الطيات الجيولوجية والقمم الصخرية، كما ستتاح لهم الفرصة من أجل المشي عكس تيار وادي درعة، واكتشاف الأخاديد، ومزارع النخيل وزيارة القرى المجاورة …

 

مشاركة بارزة لفنانين بالإقامة

 

باعتباره فضاء للعيش، سيستقبل هذا الموكب 12 فنانا مغربيا وفرنسيا من جميع التخصصات في إقامة للإبداع والبحث. حيث سيقوم هؤلاء الفنانون، الذين تم انتقاؤهم من مجالات وتخصصات متنوعة، كل من موقعه وبطريقته الخاصة، إعطاء صورة عن هذه التجربة الفريدة، آخذين مصادر إلهامهم من السفر نفسه، ومن الحديث مع غيرهم من المسافرين، ومن اللقاءات والندوات والعروض ومن المناظر الطبيعية.

 

من أجل لقاء الساكنة والفاعلين المحليين للمنطقة

 

على طول مسار الرحلة، سينظم المعهد الفرنسي بالمغرب، بمشاركة متدخلين خارجيين بارتباط مع الفاعلين الثقافيين والمجتمع المدني للمنطقة، تظاهرات علمية، لقاءات، عروض وندوات من أجل تعزيز التبادل الثقافي مع الساكنة المحلية. كما سيتمكن الباحثون المقيمون أيضا، إذا رغبوا في ذلك، من اقتراح مداخلات. ومن جهة أخرى سيشارك العلماء، الفنانون والمفكرون معارفهم، وأسئلتهم، وأحاسيسهم ونظرتهم إلى العالم من خلال الانطباع الذي خلفه روح وتراث المناظر الطبيعية التي تم اجتيازها.

 

مبادرة ترتكز حول القضايا البيئية والتنمية المستدامة

 

تتمتع منطقة درعة بنظام بيئي غني وهش، حيث يمثل النشاط البشري والسياحي أحد أسباب هذا الضعف. وتعتبر عملية

العبور في قافلة الجمال راسخة في القضايا الحالية المرتبطة بالأزمة البيئية: حيث لا تقوم بإتلاف أي شيء في طريقها ولا تترك أثرا وراءها. رحلة تتم سيرا على الأقدام، وتحت ليال في الخيام، ومع وجبات يتم تحضيرها في عين المكان …، سيتم خلالها توعية مجموعة الفنانين، على مدار الأيام وحسب المشاهد الطبيعية، بالقضايا البيئية وخصوصيات هذه البيئة المتفردة، من قبل علماء الطبيعة ومحاضرين ذوي خبرة بالمنطقة.

 

مسار من 6 محطات:

انطلاقا من صحراء محاميد الغزلان، ستتخذ القافلة طريقها حيث سيرافقها جمالون، مرشدون، كتاب، رسامون، مؤدون ومصورون.

  • المحطة الأولى: محاميد الغزلان
  • المحطة الثانية: تمغروت
  • المحطة الثالثة: زاكورة
  • المحطة الرابعة: فم الشنا
  • المحطة الخامسة: تامنوغلت و أڭدز
  • المحطة السادسة: ورززات

[خريطة الرحلة]

 

فضاء للإقامة والإبداع

 

سيسمح هذا البرنامج بإجراء و/أو القيام بأبحاث شخصية معمقة ذات علاقة بالقافلة. فوفقا لمبدأ إقامات البحث والإبداع، سيقوم هؤلاء الفنانون، انطلاقا من قصصهم وأعمالهم والأصوات والصور التي سيلتقطونها داخل القافلة، بتشكيل مذكرات سفر حديثة، تكون شاهدة على “قافلة Kafila“، الموكب الثقافي والعلمي.

 

تتوزع المقاعد داخل القافلة حسب تخصصات مختلفة:

 

  • الفنون المرئية والتشكيلية
  • الكتابة الروائية (شعر، أدب، قصص خيالية…)
  • سينما سمعية بصرية (صور، فيديو، صوت، …)
  • الفنون التعبيرية (أداء فني)

 

استراحة قصيرة مع “البيبليوطوبيس”

 

من أجل مشاركة هذه التبادلات الثقافية مع أكبر عدد ممكن من الناس خاصة صغار السن منهم، ستشارك المنظومة المتنقلة “بيبليوطوبيس” بعض المحطات مع مسافري القافلة، حيث ستستقر لفترة أطول في محاميد الغزلان، زاكورة وأڭدز. وإضافة إلى المكتبة، والمتحف الرقمي ونظارات الواقع الافتراضي التي توفرها، ستنظم هذه المكتبة المتنقلة جلسات من أجل اكتشاف السماء المرصعة بالنجوم والعديد من الورشات التي ستمكن العائلات الحاضرة من مشاركة وتجربة أحاسيس جديدة.

 

من أجل التعرف على المنظومات البيئية وسكان المغرب: بناء رؤية معمقة عن الأقاليم والثقافات

 

لأن المشي هو وسيلة للنقل تساعد على التعلم والالتقاء، تسعى”قافلة Kafila“، من خلاله، التأمل في مختلف المشاهد الطبيعية التي تمر منها، وتقدم للمقيمين المدعوين بهذا الموكب العلمي والثقافي فرصة لنقل ومشاركة معارفهم وتجاربهم الشخصية وفي نفس الوقت التعلم واستخلاص العبر من ساكنة هذه المنطقة.

“قافلة” هي قبل كل شيء تجربة إنسانية تحاكي التراث المادي وغير المادي لأراضي جهة درعة، تهدف إلى الكشف عن ثراء وهشاشة الأنظمة البيئية وكذلك تبادل الثقافات والمعرفة.