Arts visuels

معرض: "Paraboles, une odyssée hertzienne"، لهبة بادو

ابتداء من 12 شتنبر، يستضيف متحف المعدن للفن الإفريقي المعاصر (MACAAL) في مراكش “Paraboles, une odyssée hertzienne”، معرض غامر تقدمه الفنانة متعددة التخصصات هبة بادو، وذلك بإنتاج مشترك مع المعهد الفرنسي بالمغرب. من خلال تركيب متعدد الوسائط، يسائل المشروع الطريقة التي شكلت بها الصور الواردة من الخارج رغبات أجيال من المغاربة في السفر إلى أماكن أخرى. 

في صميم هذا التفكير، تبتكر هبة بادو لغة تستمدها مباشرة من مصدر الترددات الهرتزية. “أردت أن أخلق لغة تحمل المفردات المتعلقة بالمنفى والتجذر، حيث تحولت الـ72 ميغاهيرتز التي تنتقل من الأقمار الصناعية إلى الصحون الفضائية في اتجاه شمال إفريقيا، إلى 72 حرفا”، توضح الفنانة. وتصبح هذه الكتابة الترددية، المكتوبة بخط جميل في كتاب مقدس من 300 صفحة، الخيط الموجه للمعرض: أبجدية مشفرة، يمكن فك شفرتها بفضل منصة رقمية ولوحة مفاتيح مصممة خصيصا لهذا المعرض. “تعبر هذه اللغة عن ارتباطنا بالصور، ولكن في نفس الوقت عن اعتمادنا على ما يربطنا بعالم مفترض وأحيانا وهمي”. 

يتيح معرض “Paraboles, une odyssée hertzienne” للزائر اكتشاف “جمهورية هيرتز” الخيالية: أرض مجازية، راسخة ورحالة في آن واحد. بين هيكل على شكل “كسكاس” (قدر كسكس كبير الحجم يذكرنا بالإصلاحات اليدوية على أسطح المنازل المغربية في ثمانينيات القرن الماضي) و”Parabomobile”، دراجة نارية مزودة بـ 21 صحنا هوائيا، تستحضر كل منشأة الذكريات والرغبة في السفر إلى أماكن أخرى. “توجه الأطباق الهوائية أحلامنا وتقدس الصور القادمة من أماكن أخرى، أحيانا على حساب جذورنا الخاصة”، تضيف الفنانة. 

الشباب في قلب هذه المبادرة: تخاطب هبة بادو، البالغة من العمر 28 عاما، من خلالها جيلا متصلا بالإنترنت بشكل كبير، الجيل الذي ورث هذه الصور الفضائية الأولى. ويسائل عرض “Paraboles, une odyssée hertzienne” قدرتها على ترجمة، حرفيا ومجازيا، تدفق الصور التي تشكل مختلف الهويات والتطلعات. بفضل لوحة المفاتيح التفاعلية، يمكن للزوار – صغارا وكبارا – تأليف كلمات ورسائل بهذه اللغة الهرتزية، ليصبحوا هم أنفسهم رواة لقصة جماعية. 

يتجسد هذا البعد أيضا في الفيلم القصير “Paraboles : la Sacralisation des Images”، القطعة الرئيسية في المعرض، التي حصلت على الجائزة الأولى في مهرجان “AVIFF Art Film Festival”، وعرضت في العديد من المهرجانات الشهيرة مثل مهرجان “Snowdance Festival” و”La Biennale de Dakar”. ويستكشف الفيلم، الذي تم تصويره بأسلوب المستقبلية السالفة، القوة المقدسة للصور في مجتمعات ما بعد الاستعمار، حيث تصبح الهوائيات فيه تماثيل، مرشدين صامتين يشكلون رغباتنا وأوهامنا. بين السماء والأرض، يطرح الفيلم القصير السؤال التالي: ماذا يتبقى من هوياتنا عندما يصبح المكان الآخر عقيدة بصرية؟ 

من خلال الانخراط في حوار بين التراث، التكنولوجيا والمستقبل، يسلط عرض “Paraboles, une odyssée hertzienne” الضوء على دور المتحف كمكان للتجريب والنقل. “أتمنى أن يخرج الجمهور، خاصة الشباب، وفي باله سؤال واحد: هل تشكل هذه الصور والموجات خيالنا أم أنها تَحُدّ منه؟”، تتساءل هبة بادو. 

يعد “Paraboles, une odyssée hertzienne” أكثر من مجرد معرض، بل مختبرا شعريا: مكان يتحول فيه الفن إلى لغة، وتُكتب فيه الذكريات على شكل موجات، ويدعى خلاله الشباب إلى فك رموز الإشارات التي تبني خيالهم. بين ماضي الأسطح المغربية المكسوة بالهوائيات والمستقبل الذي سيكون أكثر اتصالا بالإنترنت، تمد أعمال هبة بادو جسرا، كإشارة لاسلكية، نحو أشكال جديدة من الانتماء والحوار. 

حازت هبة بادو على جائزة “Art for Change Prize” لسنة 2024 من معرض “Saatchi Gallery”.

تجدون المزيد من المعلومات على الرابط: Expo : Paraboles, une odyssée hertzienne – Institut Français Maroc

 

تعد هبة بادو (المزدادة في فاتح مارس 1997 في الرباط) فنانة متعددة التخصصات، مخرجة، مصورة، رسامة، خطاطة، فنانة أداء ومديرة فنية؛ تستكشف أعمالها موضوعات الانتماء، الطقوس واللغة من خلال وسائط متنوعة. وعن طريق دمج التراث الثقافي الإفريقي والعربي مع جمالية المستقبلية السالفة، تخلق حوارا شعريا بين الذاكرة العريقة والمستقبل القادم.

تخرجت بادو من المدرسة الدولية للإبداع السمعي البصري والإخراج (EICAR) في باريس، وحصلت على جائزتي أفضل إخراج وأفضل تصوير عن فيلم التخرج الخاص بها. ثم تابعت، بعد ذلك، دراستها للحصول على ماستر في الإخراج الفني في بينينغن، حيث طورت لغة بصرية فريدة من نوعها، مما أهّلها للفوز بجائزة لجنة التحكيم برئاسة جان-شارل دو كاستيلباجاك.

ابقو على اتصال

اشترك في النشرة الإخبارية